•  عدد سكان الهند وكيف يؤثر على تقدمها

 

 

مع تجاوز عدد سكان العالم معلم 8 مليارات شخص ، يقول الخبراء إنه يجلب الفرص والتحديات على حد سواء للهند ، وهي دولة من المتوقع أن تتجاوز الصين باعتبارها أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

في معلم رئيسي آخر للبشرية ، بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات هذا الأسبوع. تمت إضافة أحدث مليار شخص خلال الـ 12 عامًا الماضية. ساهمت الهند بأكبر عدد من المليارات ، لتصل إلى 177 مليون شخص ، بينما أضافت الصين 73 مليون شخص خلال نفس الفترة.

من المتوقع أن تتفوق الهند على الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في عام 2023 ، وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان. وقدرت عدد سكان الهند بـ 1.41 مليار في عام 2022 ، مقارنة بـ 1.43 مليار في الصين لنفس العام.

بحلول عام 2050 ، من المتوقع أن يصل عدد سكان الهند إلى 1.67 مليار نسمة ، وهو أعلى من 1.32 مليار نسمة المتوقعة للصين بحلول منتصف القرن.

لكن تقرير الأمم المتحدة قال إن مساهمة الصين في المليار القادم ستكون سلبية. من المتوقع أن يتركز أكثر من نصف الزيادة السكانية العالمية المتوقعة بحلول عام 2050 في ثمانية بلدان ، أحدها الهند.

لا يتعلق الأمر بالأرقام فقط
يمكن أن يؤدي النمو السكاني السريع إلى تفاقم التحديات المتعلقة بالجوع والفقر ، وفقًا لما ذكره ليو زينمين ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

وقال زينمين في تقرير "النمو السكاني السريع يجعل القضاء على الفقر ومحاربة الجوع وسوء التغذية وزيادة تغطية أنظمة الصحة والتعليم أكثر صعوبة".

يعتقد خبراء السكان والاقتصاديون أن التركيز فقط على الأرقام من شأنه أن يصرف الانتباه عن التحديات الحقيقية التي تواجهها الهند . يقولون أنه من أجل التمتع بالتقدم على قدم المساواة وبشكل مستدام ، يجب أن يتحول التركيز إلى إصلاح سياسات الحكومة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية.

قال بونام موتريجا ، المدير التنفيذي لمؤسسة السكان في الهند ، لـ DW: "بالنسبة للبلدان ذات الكثافة السكانية الكبيرة مثل الهند ، يكمن التحدي في التخطيط بشكل أفضل لمستقبل سعيد وصحي للجميع".

"للمضي قدمًا ، تحتاج الهند إلى اتخاذ تدابير عامة لتلبية احتياجات السكان المسنين المتزايد. وتشمل هذه تحقيق الرعاية الصحية الشاملة وتحسين أنظمة الضمان الاجتماعي."

مخاوف كبار السن

في العام الماضي ، بلغ عدد المسنين في الهند 138 مليونًا ، وتوقع تقرير أعده مكتب الإحصاء الوطني أن عدد الأشخاص في هذه الديموغرافية سيرتفع إلى 194 مليونًا في عام 2030 - بزيادة قدرها 41٪ على مدى عقد من الزمان.

تشمل الاهتمامات الكبيرة في أذهان كبار السن في الهند حالات متزايدة من إساءة معاملة المسنين ، والهجر ، والوحدة ، والمخاوف المالية.

تظهر الأبحاث أنه في الوقت الحالي ، 26.3٪ فقط من كبار السن مستقلون مالياً ، و 20.3٪ يعتمدون جزئياً على الآخرين للحصول على المساعدة المالية و 53.4٪ يعتمدون على أطفالهم البالغين.

الهند دولة شابة يبلغ عدد سكانها حوالي 55٪ ممن تقل أعمارهم عن 30 عامًا وأكثر من ربعهم أقل من 15 عامًا. ومع ذلك ، يقول الخبراء إن مراحل التوزيعات الديموغرافية لا تُترجم تلقائيًا إلى نمو اقتصادي ، وبدون صنع سياسة فعالة ، فقد تزيد من عدد الأشخاص العاطلين عن العمل.

وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن اتحاد الصناعة الهندي ، إذا تم استخدام العائد الديموغرافي للهند بشكل منتج ، فإن آفاق النمو ستزداد إشراقًا ، مما يساعدها على القفز من ناتجها المحلي الإجمالي من 3 تريليون دولار حاليًا إلى 9 تريليون دولار بحلول عام 2030 و 40 تريليون دولار بحلول عام 2047.

عتال مسن ينتظر العمل في سوق في لكناو ، الهندعتال مسن ينتظر العمل في سوق في لكناو ، الهند
يشعر العديد من الهنود الأكبر سنًا بالقلق إزاء سوء المعاملة والهجر والوحدةالصورة: تحالف راجيش كومار سينغ / أسوشيتد برس / الصورة
عائد الشباب
لن تكون البطالة مشكلة إلا إذا لم تزداد وتيرة تنمية المهارات بشكل متناسب ، وفقًا للبروفيسور أباراجيتا تشاتوبادياي من المعهد الدولي لعلوم السكان ، الذي أشار إلى أن المزيد من الناس بحاجة إلى استيعابهم في الصناعة في المستقبل.

وقال تشاتوبادهياي لـ DW: "في الوقت الحالي ، فإن معدل البطالة بنسبة 7٪ لا يدعو للقلق. فالعديد من الدول المتقدمة لديها معدل بطالة أعلى من معدل الهند".

وأضافت "لكن القلق يتعلق بسياسة الحجز التي أصبحت مغيرا للعبة السياسية ونسبة التحفظات في ازدياد".

"بينما يتزايد هجرة الأدمغة بشكل مطرد ويسافر 3 من كل 4 هنود إلى الخارج وهو من بين أعلى المعدلات في العالم النامي. إذا استمر ، فقد يكون مستقبل الهند كارثيًا."

توصلت دراسات مختلفة إلى أن 23000 مليونير هندي غادروا الهند منذ عام 2014 وأن ما يقرب من 7000 مليونير غادروا في عام 2019 وحده ، مما كلف البلاد مليارات الدولارات من عائدات الضرائب. منذ عام 2015 ، تخلى ما يقرب من 900 ألف هندي عن جنسيتهم.

شهدت الهند أكبر زيادة في عدد المهاجرين إلى الخارج ، حيث بلغ ما يقرب من 10 ملايين بين عامي 2000 و 2020 ، وفقًا لتقرير "أضواء الهجرة الدولية 2020" ، وهو تقرير صادر عن قسم السكان بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة. اعتبارًا من عام 2020 ، بلغ عدد المغتربين في الهند حوالي 18 مليونًا.

أشخاص يمارسون اليوغا أمام فندق Taj Mahal Castle في مومباي ، الهندأشخاص يمارسون اليوغا أمام فندق Taj Mahal Royal residence في مومباي ، الهند
يبدو أن النمو السكاني في الهند آخذ في الاستقرارالصورة: تحالف رفيق مقبول / AP/picture
تباطؤ النمو
في حين أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن الأمر استغرق حوالي 12 عامًا حتى ينمو عدد سكان العالم من 7 مليارات إلى 8 مليارات ، فمن المتوقع أن يستغرق المليار القادم حوالي 14.5 عامًا (2037) ، مما يعكس تباطؤًا في النمو العالمي.

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النمو السكاني في الهند يبدو أنه يستقر مما يدل على أن السياسات السكانية الوطنية والأنظمة الصحية في البلاد تعمل. انخفض معدل الخصوبة في الهند - إلى حد ما متوسط   عدد الأطفال المولودين لكل امرأة - من 2.2 إلى 2.0 على المستوى الوطني. وقدرت أن المتوسط يجب أن يكون 2.1 حتى يتمكن السكان من إعالة أنفسهم.

وقالت أخيلا سيفاداس ، المديرة التنفيذية لمركز المناصرة والأبحاث ، لـ DW: "في العقدين الماضيين ، تحسنت العديد من المؤشرات المتعلقة بنوعية الحياة ، مثل متوسط العمر المتوقع ووفيات الأمهات".

عملت Sivadas مع المجتمعات على الأرض لمدة ثلاثة عقود ، وأشارت إلى أنه غالبًا ما يُنظر إلى الفقراء والمهمشين اجتماعيًا - الذين يُعتبرون ضحايا عدم المساواة والظلم - على أنهم يضيفون إلى قضايا تزايد عدد السكان ، والتي غالبًا ما تكون-من جانب.

قال سيفاداس: "على مسار مختلف ، رى العديد من المجتمعات في جميع أنحاء البلاد في أوضاع فقيرة جدًا بالموارد وفي مواجهة الأزمات باستخدام العمليات المجتمعية والتأكيد الجماعي لتطوير البدائل

دا رابط القناه بتاعنا اوعى تشترك فيها  الرابط